الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية كارثة في الانتظار بسبب وزير الشؤون الدّينية

نشر في  22 أفريل 2015  (11:19)

بقلم: محمد المنصف بن مراد

 

بعد تعيين السيد الحبيب الصيد على رأس الحكومة وتردّده في تشكيلها وتغيير بعض الوزراء اثر ضغوطات مورست عليه، نحن أمام حكومة بلا رؤية ولا تصوّر للمستقبل، وها انّ الأخطاء تتلاحق والعجز في التعامل مع المشاكل يصبح حقيقة، رغم تسجيل بعض التحسّن في مكافحة الارهاب! فقد أطلق القضاء سراح عدد من المشتبه فيهم بعد أن أوقفهم الأمن بتهمة الارهاب، كما أنّ المطالبة بالزيادة في الأجور تتفاقم وما على الحكومة الاّ ان تلتجئ الى التداين للاستجابة لها..

ومن جهة أخرى فقد تحوّل وزيران على متن طائرة خاصّة لمشاهدة مقابلة كرة قدم في الجزائر، وأمّا الخارجيّة التونسية فهي متحرّجة من ردّة فعل الحكومة التركية التي دعت سفيرنا في اسطنبول لطلب توضيحات حول تصريحات الطيب البكوش! مسكينة تونس بما أنّها «تحت رحمة» مجموعة من الأحزاب ومن بينها نداء تونس والنهضة اللذان ـ رغم التوافق لهما تحاليل وأهداف مختلفة تماما رغم التصريحات الرسمية والنفاق السياسي! ثم استمعنا الى وزير الشؤون الدّينية السيد عثمان بطيخ وهو يعد بإقصاء الأيمّة المتشدّدين وبالسيطرة على المساجد الراعية للتشدّد وللارهاب، ثمّ شاهدنا بعض مسؤولي النهضة يتهجّمون على قراراته بما يسمح بالزجّ بالدين في السياسة وكذلك دفاعا عن مصالحهم..

فقد نظّموا تجمّعا بخمسين شخصا أغلبهم متشدّدون أمام الوزارة وأطلق بعضهم تصريحات نارية فهرول الوزير «الشّجاع» لاستقبال ممثّلين عنهم وأمضى اتفاقا معهم وترك الأيمّة المتشدّدين في منابرهم وطلب منهم احترام القانون (يا للسذاجة السياسية!)..

وهكذا يكفي ان تتحرّك مجموعة بعشرات الأشخاص حتى تغير الدولة مواقفها وقراراتها وتسمح للمتشدّدين بالبقاء في أماكنهم، علما ان تطهير المساجد والجمعيات الخيرية ومكافحة التهريب والفساد على الحدود هي من ركائز مقاومة الارهاب، وفي غيابها سيواصل الارهابيون قتل أبناء هذا البلد! لقد كتبت رسالة مفتوحة للسيد الباجي قايد السبسي أكدت له فيها ضعف الحكومة ولكن يبدو أنّه مهتمّ بأشياء أخرى، هذا اذا بلّغه طاقمه الاعلامي ما يكتبه أبرز الاعلاميين في البلاد! فمسكينة تونس في ظل هذه الحكومة الضّعيفة التي تحدّد النهضة أهمّ قراراتها السياسية، وذلك بتزكية من نداء تونس الذي تخلّى عن أهمّ الوزارات لأسباب مختلفة كالضّغوطات الأجنبية والضعف في القيادة أو الحسابات الخاطئة.

من جديد، مسكينة تونس!